كتبت : سناء عبد الله
انخفضت أسعار النفط أكثر من النصف في 18 شهرا بسبب تخمة المعروض العالمي، في ظل ازدهار إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، وقرار منظمة «أوبك» عدم خفض الإنتاج للحفاظ على حصتها السوقية.
وقال لامار ميكاي وجاك وليامز، رئيسا التنقيب والإنتاج في «بي.بي» و»إكسون موبيل» ان الأسعار المنخفضة ستستمر بعض الوقت. وقال مايكل تاونسند، رئيس عمليات الشرق الأوسط في «بي.بي» ان المجموعة البريطانية ترى أن أسعار النفط ستتأرجح حول 60 دولارا للبرميل في الأعوام الثلاثة المقبلة.
في المقابل قال الأمين العام لـ»أوبك» عبد الله البدري انه يرى زخما إيجابيا لأسواق النفط في 2016. ودعا مجددا المنتجين المستقلين من خارج المنظمة إلى تقاسم العبء مع «أوبك» لكي ترتفع الأسعار من خلال خفض الإنتاج.
وقال البدري، خلال معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) في أبوظبي، إنه التقى ممثلي الدول غير الأعضاء في «أوبك» مرتين العام الماضي وهذا العام، وقال لهم انه يتعين على الجميع تحمل العبء بينما قالوا هم إن على «أوبك» أن تخفض الإنتاج.
وقال ميكاي ان تخمة المعروض مستمرة حتى بعد قيام كبرى شركات النفط بتقليص استثماراتها 22 مليار دولار هذ العام وإلغاء نحو 80 مشروعا، وهو ضعف عدد المشروعات الملغاة في 2014.
وقال تاونسند انه يعتقد أن العراق، وهو مصدر كبير للمعروض الإضافي خلال العامين الماضيين، لن يزيد حصته في العام المقبل.
وقال «من الصعب رؤية زيادة في الإنتاج العام المقبل بسبب هيكل العقود» في إشارة إلى المحادثات الجارية حاليا مع الحكومة العراقية بشأن تقليص الاستثمارات العام المقبل، لتقليل الالتزامات المالية على شركات النفط وتوفير المزيد من السيولة للميزانية العراقية.
قالت وكالة الطاقة الدولية اليوم الثلاثاء إن من المستبعد أن يعود النفط إلى 80 دولارا للبرميل قبل نهاية 2020 رغم تراجعات الاستثمار غير المسبوقة وذلك في ظل صعوبة أن يزيد نمو الطلب العالمي على مليون برميل يوميا.
وتوقعت الوكالة في تقرير ارتفاع الطلب نحو 900 ألف برميل يوميا في السنة حتى عام 2020 وذلك وفقا لتصور وصفته بالمركزي.
وأدى تراجع الخام إلى حوالي 50 دولارا للبرميل هذا العام إلى تخفيضات عميقة في إنتاج النفط الصخري الأمريكي الذي كان مساهما رئيسيا في تخمة المعروض التي سلبت السعر 50 في المئة في الاثني عشر شهرا الأخيرة.
وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة قبيل صدور تقرير توقعات الطاقة العالمية «نتوقع ارتفاع الأسعار تدريجيا إلى 80 دولارا قرب 2020. تفيد تقديراتنا أن استثمارات النفط هذا العام ستتراجع أكثر من 20 في المئة. لكن هذا التراجع سيستمر في العام المقبل أيضا ولعل هذا هو الأهم.
وأضاف «في الخمسة والعشرين عاما الماضية لم نر قط عامين متتاليين من تراجع الاستثمارات وقد يكون لهذا تداعياته على سوق النفط في الأعوام المقبلة». وتكابد شركات النفط في ظل تراجع الأسعار وتوقعات «انخفاضها لفترة أطول» وهو ما اضطرها لتقليص الإنفاق، والاستغناء عن آلاف الوظائف، وتأجيل مشاريع عملاقة بنحو 200 مليار دولار في أنحاء العالم.
وتقول تقديرات وكالة الطاقة ان الاستثمارات تراجعت 20 في المئة بالفعل هذا العام.
وأبلغ بيرول مؤتمرا صحافيا «في الأعوام العشرة المقبلة حتى إذا كان نمو الطلب على النفط صفرا… فإن مجرد زيادة الإنتاج لتعويض تراجع الحقول القائمة سيتطلب منا استثمارات عند مستوى 650 مليار دولار.»
ومن المرجح أن يتأثر منتجو النفط العالي التكلفة مثل كندا والبرازيل والولايات المتحدة بتدني أسعار الخام بشكل أسرع من معظم المصدرين لكن تلك التراجعات قد يعوضها نمو المعروض في العراق وإيران.
و قال مسؤولون تنفيذيون في كبريات شركات النفط أمس الثلاثاء انهم يتوقعون استمرار تخمة المعروض من الخام وضغطها على أسعار النفط لشهور عديدة مقبلة، إن لم يكن لسنوات، رغم التخفيضات الحادة في استثماراتها وإلغاء مشروعات في أنحاء العالم.
عرض وجهة النظر هذه كبار مسؤولي «إكسون موبيل» و»توتال» خلال مؤتمر في أبوظبي، بينما قال مسؤولون كبار في منظمة «أوبك» إنهم يتوقعون تحسن الأسعار في 2016.
ويأتي اختلاف وجهات النظر في وقت تقلص فيه كبرى الشركات العاملة في القطاع ميزانياتها واستثماراتها، لتوفير الأموال في ظل تراجع سعر برميل النفط إلى ما دون 60 دولارا للبرميل.
وقال باتريك بويان، الرئيس التنفيذي لشركة «توتال» الفرنسية «لست متأكدا من أننا سنتخلص من الأسعار المتدنية قبل أشهر كثيرة.»